يوحنا الأفسسي (حوالى ٥٠٧- حوالي ٥٨٨)
إن أول مؤرخ سرياني غربي عرفناه باسمه هو يوحنا الأفسسي أو الآسيوي(نسبة لـآسيا الصغرى) أو الآمدي وهو من كبار المؤرخين السريان . ولد في قرية “آجل” التي تقع بالقرب من بلدة آمد (ديار بكر) سنة 507. وكان راهباً في دير يوحنا الأورطي قرب تلك المدينة والذي أُنشئ في آواخر القرن الرابع .
تعلم السريانية إلى جانب اليونانية و التي كان يتقنها و يتكلمها مثل لغته الأصلية.
رسمه الأسقف يوحنا تلاّ شماسا إنجيليا عام 529 .
اضطر إلى مغادرة مدينة آمد فنراه في أنطاكيا سنة 532 وفي (الإسكندرية ) مصر سنة 534 ثم عاد إلى سورية وجاء إلى القسطنطينية سنة 535 .
سامه يعقوب البرادعي أسقفاً على مدينة أفسس الشهيرة سنة 558 .ومن ثم صارت ليوحنا مطرانية آسيا الصغرى (أي رئاسة أساقفتها) وعُرف منذ ذلك الحين بيوحنا الأفسسي وفي تلك الأثناء كان يوحنا يتردد فيعزز مركز القائلين بالطبيعة الواحدة في سورية بالتعاون مع يعقوب البرادعي الذي يعود الفضل الأكبر في نجاح مهمته إلى يوحنا الأفسسي .
مؤلفاته
وضع كتابه الشهير “تاريخ الكنسية” في النصف الثاني من القرن السادس باللغة السريانية -وإن استعمل فيه ألفاظ يونانية – وهو مقسم إلى ثلاثة أجزاء.
ضاع الجزآن الأولان، لكن بقيت بعض المقاطع، خصوصاً من الجزء الثاني، إذ حُفظت في أعمال مؤرخين سريان لاحقين مثل ديونيسيوس التلمحري وميخائيل الكبيرالسرياني وفي “كرونيك-أي سجل زمني تسلسلي- زقنين[الراهب الزوقنيني ] “
أما الجزء الثالث، فهو مؤلف من ستة كتب(أبواب) كتبت فصوله الأخيرة في السجن، وقد نشرها له بعض أصحابه بعد إخراجها خلسة.
وهو محفوظ في مخطوط واحد (مخطوط لندن برقم 14647) من القرن السابع به ثغرات- فصول ناقصة- مهمة .
نشره كيوريتون في أكسفورد سنة 1853 و ترجمه إلى الإنجليزية “باين سميث” سنة 1860 و إلى الألمانية شونفلدر سنة 1862 ونشره إ. و . بروكز مع ترجمة لاتينية .
كما تٌرجمت الأبواب 3و 5و 6 من الجزء الثالث من السريانية إلى العربية بهمة د. صلاح عبدالعزيز محجوب مدرس اللغة السريانية وآدابها بقسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامة القاهرة واثراها بالعديد من الحواشي والتعليقات و التوثيقات التي ساعدت على فهم النص التاريخي الديني ليوحنا الأفسسي.
تبرز أهمية كتاب يوحنا التاريخي، في شكل خاص، كون المؤرخ من المعتقدين بالطبيعة الواحدة ، جاء وصفه للتاريخ وللتطورات اللاهوتية في القرن البيزنطي السادس فريدًا ومختلفًا عن الأوصاف الموجودة في المصادر اليونانية التي تمثل وجهة النظر الخلقيدونية(القائلة بطبعيتين للمسيح). لكن فرادة عمل يوحنا تظهر في ناحية أخرى: فإن عمله هو المثال الأوحد لمؤرخ سرياني غربي كتب في إطار الإمبراطورية البيزنطية والمجتمع البيزنطي، ولا يمكن الشك في صحة ما قاله. وهذا ما يجعل عمله مختلفًا جدًّا عن عمل كتـَّـاب سريان غربيين لاحقين عاشوا خارج الإمبراطورية.
أما عمن اعتمد على تاريخه(الكنسي) من السريان اللاحقين بخلاف من مر ذكرهم فنجد أن يعقوب الرهاوي (٦٢٣-٧٠٨م) قد اعتمده في كتابه “تاريخه الزمني”، كما اعتمد عليه إيليا برشينايا (٩٧٥-١٠٤٩م) كمصدر مهم عن الفترة السابقة للبعثة النبوية الإسلامية. وكذلك نقل عنه ابن العبري في تدوينه لمعظم أحداث القرن السادس .
وهو عمل يستفيد منه المتخصصون في تاريخ الكنيسة عامة وكذلك المتخصصون في الدراسات التاريخية للعصور الأولى من تاريخ الكنيسة السريانية خاصة. و المتخصصون بالدراسات التاريخية في جميع النواحي كما أن الكتاب له أهمية خاصة عند الباحثين في الأدب السرياني والفكر الديني المسيحي ومتطلعي معرفة تاريخ الأديان والسكان.
كما كتب تاريخا آخر من جزءين ضَمَنَّهُ سير النساك الشرقيين القائلين بالطبيعة الواحدة و يشتمل على ثماني وخمسين ترجمة(أي تعريف) بالنساك أغلبهم من معاصريه وعقد فيه فصلا عن تارخ الدير الذي ترهبن فيه وهو يوحنا الاورطي يغطي من سنة 389 حتى 567
وقد نشر الكتاب لاند سنة 1868 وقدم له بروكس طبعة جديدة مع ترجمة إلى الانكليزية سنة 1924.وكان فان دوفن قد نقله إلى اللاتينية
أكمل الدراسات توسعًا (مع سيرة شاملة) حول أعمال يوحنا التاريخية كتبها ج. ج. فان جنكل، في كتاب “يوحنا الأفسسي، المؤرخ المونوفيزي في القرن السادس البيزنطي”، غرونينجن(هولندا)، ١٩٩٥.
ثبت المراجع
فصل هرمن تويلي ،التاريخ السرياني الرسمي من كتاب جذورنا ، مقدمات عامة – الآداب والفنون السريانية نشر مركز الدراسات و الأبحاث المشرقية طبعة أولى عام 2005.
أدب اللغة الآرامية، الأب ألبير أبونا، دار المشرق، المكتبة الشرقية، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية مزيدة ومنقحه١٩٩٦ م.
تاريخ الكنيسة ، يوحنا الآسيوي ترجمة د. صلاح عبدالعزيز محجوب ،تقديم و مراجعة د. محمد خليفة حسن ، نشر المجلس الأعلى للثقافة ،القاهرة – مصر عام 2000 .
تاريخ الكنيسة ، يوحنا الأفسسي الشماس بطرس متي قاشا قد آثر اختيار العبارة السلسة السهلة و قدم و علق عليه ووضح حواشيه ابنه الأب سهيل قاشا ، نشر الرابطة السريانية ،لبنان عام 2007
اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية- أغناطيوس أفرام الأول برصوم ، دار ماردين – حلب طبعة سادسه عام 1996
تاريخ كنيسة أنطاكية – خريسوستمس ابادوبلس ،منشورات النور 1984 تعريب الأسقف استفانس حداد ص 271 وما بعدها
بقلم الباحث عبدالرحمن خالد


 
						
هذه مقالة ممتازة. مع أن يوحنا الأفسسي هو أول مؤرخ سرياني غربي نعرفه، إلا أن هناك شخصين كتبا تاريخًا بالسريانية الغربية، وقد وصلا إلينا، لكننا لا نعرف هوية مؤلفيه. هما التاريخ المنسوب الى يشوع العمودي وتاريخ الرها.
تحياتي لكم لا تتعارض المقالة مع تعليقكم وإنما يفصل و يوضح تعليقكم نص المقالة التي ورد بها أنه: أول مؤرخ سرياني عرفناه باسمه وشكرا لكم